اقرأ لطفلك لتعطيه الثروة والسعادة

إقرأ لطفلك لتعطيه الثروة والسعادة

- القراءة أعظم ثروة يمكن أن يمتلكها الإنسان، وفي هذا المعنى قال أحد الشعراء الإنجليز: (قد تكون عندك ثروة ضخمة لا تساويها ثروة أخرى، تملأ بها الكثير من الخزائن، ولكنك لن تكون أبدا أغنى مني، فقد كانت لي أم اعتادت أن تقرأ لي). وأشارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى أن متوسط القراءة في العالم العربي 6 دقائق في السنة للفرد، والسبب الرئيس في تدني قيمة القراءة عندنا هو عدم تحبيب وتدريب الإنسان العربي منذ صغره على القراءة.
إقرأ لطفلك لتعوده القراءة منذ الصغر، فمن لم يقرأ له في الصغر، فلن يقرأ لنفسه في الكبر. ولنا في التاريخ نماذج عديدة من اهتمام الكبار بالقراءة لأبنائهم، وفي عصرنا الحديث سل العلماء والمفكرين عن تأثير قراءات آبائهم عليهم، فستجد إجاباتهم: (إن ما توصلنا إليه إنما الفضل فيه يعود إلى قراءات وتشجيع الوالدين لنا)، فهذا هو الدكتور زغلول النجار والدكتور أحمد زويل ويوسف السباعي، وغيرهم الكثير ، كلهم أكدوا تمتعهم بحكايات الوالدين، وسردهم الحكايات لهم، ومن ثم شبوا على حب العلم والثقافة والتفوق.
اقرأ لطفلك لتحقق له المتعة، وتكسبه بعض المعارف والخبرات المختلفة، ولتفتح معه الحوار، فهناك الكثير من الأمور تريد أن تحدث طفلك فيها، ولكنك لا تجد مفتاحا لبدء الحديث، لذلك فقراءة قصة أو موقف يمكن أن يكون وسيلة لفتح الحوار في الموضوع الذي تريد التحدث مع طفلك فيه، ولنقل القيمة التي تريد أن تعوده إياها.
اقرأ لطفلك لتعرف وتكتشف إمكاناته وطموحاته، ومن ثم توجهه نحو الأسلوب الأمثل لتنمية هذه المواهب والإمكانات، وفي الوقت نفسه تتجنب الوقوع في مشكلة التوجيه الخاطئ، حتى لا تكون العاقبة على غير ما تريد.
اقرأ لطفلك لأن القراءة وسيلة هامة للحصول على المعرفة والاستزادة من الثقافة، ومن ثم زيادة الوعي والفهم عند طفلك، وتساعد طفلك على التفوق الدراسي، فهي عون له على سرعة الفهم، ومن ثم تحصيل دروسه بسرعة كبيرة، وجهد أقل، ووقت أقصر، كما أكدت ذلك العديد من الدراسات.
اقرأ لطفلك لأن القراءة تساعده على مواجهة المشكلات التي قد يتعرض لها، حيث يستطيع التعبير عنها بطريقة سليمة، وفي الوقت نفسه يستطيع الاستفادة من خبراته المختلفة التي كونها من خلال القراءة، ومن ثم ينجح في التوصل إلى الحل الأمثل لها، كما تجعله يصدر أحكاما موضوعية في الأمور المختلفة، وتكون هذه الأحكام بناء على فهم واقتناع للموضوعات.
إن كل ما تقرأه لطفلك سوف يتأثر به، وسوف يكون عاملا هاما في تحبيبه بالقراءة، أو النفور منها، ولذلك يجب أن تحرص كل الحرص وأنت تقرأ لطفلك. فالاختيار السليم لمادة القراءة هو الأساس لنجاح الهدف والمقصد من القراءة، وطفلك في هذه المرحلة، من 3 سنوات إلى 7 سنوات، يحب القصص، وهي أكثر المواد مناسبة له، وليست أي قصة تتناسب معه، ولذلك يجب مراعاة اختيار القصة التي تدور حول ما يعرفه من حيوانات وطيور ونباتات، وكذلك الشخصيات المألوفة لديه كالأب والأم والإخوة والأصدقاء، فلا تأت له بالغريب من الأشياء لتحدثه عنها.
واختر لطفلك القصة التي يمتزج فيها الخيال بالواقع الذي يحياه، فالعصفور، على سبيل المثال، عنصر من عناصر الواقع الذي يحسه طفلك، ولكن كلامه وحديثه معه غير واقعي، ومع ذلك فهو من الأمور المقبولة لديه، لأنها تشبع رغبته في التخيل، حيث لا يبتعد هذا التخيل عن الحقائق البيئية التي تحيط به.
واختر لطفلك القصة القصيرة، قليلة الأحداث والأشخاص، حتى يمكنه أن يتابعها، ويتأثر بها دون ملل أو إجهاد وتشتت ذهني وفكري.
واختر القصة ذات الصور الجذابة ، كبيرة الحجم، واضحة الألوان، المعبرة عن أحداث وشخصيات القصة، واختر القصة وثيقة الصلة بالحاضر الذي يعيش فيه، فلا تجره إلى الماضي الذي لا يهتم به، أو المستقبل الذي يجهله.
واختر القصة ذات الأسلوب السهل الذي يفهمه طفلك بغير مشقة أو عناء، وفي الوقت نفسه تتوافر بها عوامل الإثارة والتشويق، كالجد والطرافة والخيال والحركة.
واختر القصة التي تبتعد عن إثارة فزع وقلق طفلك، فلا تختر له قصص العفاريت ، وأشباح منتصف الليل، حتى لا تقع في مشكلات القلق وتطبع طفلك على الخوف والجبن منذ الصغر.
أيضا اختر القصة التي تبتعد عن تناول القيم الأخلاقية السيئة، كالتي يظهر فيها أحد الأشخاص يدخن أو يكذب، أو يذكر ألفاظا بذيئة، فطفلك يتأثر بكل شيء.
ولا تركز على نوعية واحدة من القصص لطفلك، بل اهتم بتنويع موضوعات القصص، وإياك أن تخدع بما يعلنه بعض الناشرين عن أن كتب وقصص سلسلة كذا مناسبة لأطفال ما قبل المدرسة أو الفترة السنية كذا، بل كن ناقدا لها قبل أن تقدمها لطفلك، فإن لم تستطع الحكم عليها فناقشها مع أحد أصدقائك أو من تتوسم فيه المعرفة.
واجعل طفلك يشاركك في اختيار قصته، فمثلا ضع أمامه مجموعة من القصص، واجعله يختار إحداها واقرأها له، وبذلك تستطيع معرفة ميول طفلك واتجاهاته لتعمل على تنميتها.
وإقرأ لطفلك بعيدا عن المشتتات المغرية له، فمثلا لا تجلس أمام شاشة التلفاز وتروي لطفلك إحدى القصص، فهو لن يلتفت إليك، بل ستجذبه الصور المختلفة بالتلفاز، وتجعله ينتظر فراغك من القصة، حتى يتفرغ لمشاهدة ما يحب.
اقرأ لطفلك وهو لا يشعر بالجوع، فإذا كان طفلك منتظرا للطعام، فإنه لن يلتفت إلى ما تقول، حتى ولو كان أسلوبك جذابا وممتعا، بل سيفكر في الطعام أكثر من الاستمتاع بالقصة.
اقرأ لطفلك في الوقت الذي لا يشعر فيه طفلك بالإرهاق، فهو إن كان متعبا فلن تكون للقراءة ثمرة.
ويرجى مراعاة أن وقت القراءة لا يحرمه من برنامج آخر يريد أن يشارك فيه، فهو يعلم أن قصتك يمكن تأجيلها، أما تلك المتعة فقد ينتهي وقتها، ولا يستطيع الاستمتاع بها مرة أخرى، فعلى سبيل المثال إذا كنت في إحدى المتنزهات ووجدته منسجما مع أقرانه فلا تأخذه منهم كي تقص عليه قصة أيا كان مستواها، وبالمثل إذا كان طفلك يشاهد برامج الأطفال بالتلفاز أو يمارس نشاطا معينا كالرياضة أو ألعاب الحاسوب.
اقرأ لطفلك وأنت تشعر بالارتياح وعدم الإرهاق، حتى تستطيع تقديم ما يمتعه بصورة مناسبة وممتعة، وإياك أن تغضب طفلك، وتقول له إنك مرهق ولن تقرأ له، بل حقق له ذلك بوساطة أحد أفراد الأسرة، فإن لم تجد فاعتذر له بطريقة شيقة، وشوقه إلى قصة ستقدمها له في وقت آخر حدده، ترى أنها ستجذبه وتحقق له الابتهاج والسعادة، وإياك أن تنسى هذا الموعد، أو تقدم له قصة سيئة.
اقرأ لطفلك في أية صورة، جالسا أو قائما أو نائما، فالمهم أن تقرأ له بطريقة ممتعة وسليمة، فإذا نجحت في ذلك فستجد طفلك حريصا كل الحرص على وقت سماع القصة.

- منقوووووووووووووووووووول

مشكوووووووووووووووووور من القلب وفقك الله ورعاك وسدد خطاك

مشكور استاذ حسن وننتظر منك المزيد وفقك الله ورعاك

اقرأ لطفلك لتعطيه الثروة والسعادة

مستقبلك يتحدد علي قدر أمنياتك ومدي قدرتك علي تحقيق ما عجزت عن تحقيقه في الماضي